الزمالة

ماهي الزمالات الدراسية وما هي مميّزاتها

ماهي الزمالات الدراسية وما هي مميّزاتها

 

تختلف مواعيد التقديم للزمالات الدراسية بحسب الجامعة أو المؤسسة المستضيفة، حيث أنّ بعضها يفتح باب التقديم لفترات محدّدة، في حين أنّ البعض الآخر قد يوفّر فرصة التقديم على مدار العام، لكن أغلب برامج الزمالات تشترط أن يتمّ التقديم لها قبل مدّة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة واحدة من موعد السفر وبداية الزمالة.

إنّ هذا النوع من الفرص التعليمية مبني على أساس الجدارة والاستحقاق كغيره من أنواع المنح الدراسية، وأمّا إجراءات التقديم فهي تنافسيّة للغاية وكما هو الحال مع التقديم للمنح الدراسية المختلفة، يتطلّب التقديم لبرنامج الزمالة، مقالة شخصية أو ما يعرف أيضًا برسالة الدافع أو رسالة الحافز، 3 رسائل توصية، السيرة الذاتية، نسخة من السجل الأكاديمي وبعض المستندات الأخرى التي تختلف باختلاف المؤسسة التعليمية التي يتمّ التقديم لها. أمّا الزمالات التي تموّل المشاريع الخاصة، فغالبًا ما تتطلب تقديم مقترح للبحث أو المشروع.

بشكل عام فجميع الزمالات تتطلّب تعبئة طلب تقديم مكتوب بالإضافة إلى إرفاق مراجع مهنية، وفي حال وقع الاختيار على مرشّح معين، فإنه يتم إجارء مقابلات فردية أو جماعية قبل أن يتمّ قبوله رسميًا للزمالة.

كيف يتمّ تمويل الزمالات؟

أغلب برامج الزمالات تكون مموّلة، حيث تقدّم دعمًا ماليًا على شكل بدل معيشة أو راتب شهري أو منحة مالية. وقد تغطي بعض الزمالات منافع أخرى كالتأمين الصحي، وتكاليف السفر والإقامة، أو تكاليف دورات اللغة أو غيرها.

ما هو الفرق بين الزمالة والمنحة الدراسية؟

يعتقد الكثيرون أن الزمالات هي فرص مماثلة للمنح الدراسية، لكنّ ذلك ليس صحيحًا تمامًا. على خلاف المنح الدراسية التي توفّر دعما ماليًا في مجالات الدراسة فقط في جامعة أو مؤسسة تعليمية معيّنة، فإن الزمالات قد توفّر التمويل لمجالات أخرى كالبحث، وريادة الأعمال، والتدريب المهني، وفرص تعلّم لغة جديدة أو فرص السفر أو المشاريع الابتكارية الحديثة، وفي أماكن غير المؤسسات التعليمية أو الجامعات. فعلى سبيل المثال، هناك زمالة مخصصة للفنانين فقط توفّر لهم إقامة مدفوعة الأجر لمدّة تترواح ما بين 6 أشهر إلى 18 شهرًا، بالإضافة إلى سكن ومكان للدراسة والبحث يطلّ على أجمل المناظر الطبيعية في بلد يهتمّ بالفن والفنون كإيطاليا مثلاً وهي ما تعرف بالزمالات الفنية أو الإقامات الفنية. في حين تركّز المنح الدراسية على التمويل بشكل أساسي، ينصبّ تركيز الزمالات على البحث والريادة والقيادة بمعناها الواسع والتي تضمّ: القادة، أصحاب المبادرات، المكتشفين (ومن ضمنهم الباحثون) والناشطين في مختلف مجالات الحياة.

ما هي الفئات التي تستهدفها الزمالة؟

لا تستهدف الزمالات طلاب الدراسات العليا أو الدكتوراه فحسب كما كان الحال سابقًا وخو ما كان يعرف باسم “الزمالات الأكاديمية”، إذ نجد اليوم نوعًا آخر من الزمالات يعرف بـ “الزمالات المهنية” المبنية على الجدارة والاستحقاق والتي تتيح للحاصل عليها فرصة البدء في المسار الوظيفي، أو تغيير مساره المهني، كما تدعم الزمالات جميع المهتمّين بالحصول على خبرات العمل الدولية، أو الراغبين في تطوير مهاراتهم القيادية. كذلك تستهدف الزمالات صنّاع التغيير، المشاريع المصممة ذاتيا والشركات الاجتماعية. ويتمّ تمويل كلا النوعين من الزمالات من قبل مجموعة واسعة من المنظمات بما في ذلك المؤسسات والمنظمات غير الربحية والوكالات الحكومية والجامعات ووسائل الإعلام والشركات.

ما هي مميّزات الزمالة الدراسية؟

تعتبر الزمالات فرصة لتحقيق شيء “استثنائي”، ذلك لأنها تزوّدك بالمصادر والدعم اللازمين لبحثك أو مشروعك، بالإضافة إلى شبكة مهنية واسعة تسهّل عليك تحقيق أهداف وطموحات ما كنت لتحقّقها من خلال وظيفة عادية أو فرصة تدريب معيّنة. وهذا هو بالضبط ما يجعل الزمالات أمرًا تنافسيًا للغاية، بل إنّ المنافسة عليها أكبر بكثير ممّا هي عليه في أفضل برامج المنح الدراسية.

من أهمّ مميزات الزمالات ما يلي:

[1] اكتساب وعي أكبر بالثقافات الأخرى
في عصر العولمة هذا، أصبح من الضروري اكتساب وعي ومعرفة بالآخرين الذين يشاركوننا الكوكب. ومن خلال برامج الزمالات في الخارج، ستكتسب طرقًا أخرى للتفكير تقودك إليها التجارب المختلفة التي تصادفك سواءً داخل النطاق الأكاديمي أو خارجه. ستصبح أكثر وعيًا بوجهات نظر الآخرين التي بدورها ستمكّنك من تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينك وبين الثقافات الأخرى. وممّا لا شكّ فيه أن تعميق التعاطف مع الآخر وتقبّله يلعب دورًا أساسيًا في تنشئة مجتمعات سلمية.

[2] اكتساب خبرة قيّمة وإضافتها لسيرتك الذاتية

بلا شكّ فإن الزمالة تعتبر طريقة ممتازة لتمويل مشاريعك الدراسية والبحثية، لكن، هذه ليست الميّزة الوحيدة للزمالة، فأن تكتب في سيرتك الذاتية أنّك قد حصلت على فرصة زمالة في الخارج، هو أمر مميّز للغاية. سينبهر أرباب العمل بحقيقة أنّه قد تمّ اختيارك من بين مجموعة كبيرة من المرشّحين للحصول على فرصة لتطوير معرفتك في مجال معيّن. كما سيشكّلون عنك فكرة بأنك قادر على التكيّف مع البيئات الجديدة والتواصل مع شريحة كبيرة من الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية.

[3] التواصل مع مع المدرّسين والموجّهين من أرقى وأقوى الجامعات العالمية

ممّا لا شكّ فيه أنّ برامج الزمالات قد استحدثت لسبب رئيس وهو ربط جيل المحترفين الجديد مع القادة والرائدين في ذات المجال. وفي الغالب تتضمّن برامج الزمالات هذه ورشات تدريبية، ودورات توجيهية وفرص تشبيك لربط الزملاء مع المؤثرين والموجهين الذين كانوا هم أنفسهم جزءًا من برامج زمالات سابقة. وقد تتحوّل هذه اللقاءات إلى علاقات طويلة الأمد مع أشخاص ملهمين وذووي تأثير كبير خاصّة عندما يتعلّق الأمر بتطوير مسارك المهني. ليس هذا وحسب، هذا النوع من العلاقات سيتيح لك البقاء على اطّلاع بأحدث التطوّرات في مجال بحثك، وسيوفّر لك شبكة واسعة من العلاقات الأخرى التي قد تنتهي بلقاء يجمعك مع علماء أو شخصيّات طالما كنت معجبًا بأعمالها!

[5] القيام بدور سفير لبلدك

أحيانًا قد يحتاج الأمر لأن تبتعد عن موطنك حتى تعرف قيمته وسحره. الابتعاد لبعض الوقت سيخلق عندك منظورًا جديدًا لم تكن لتكتسبه من خلال النظر للصورة عن قرب! عندما تدرك مدى روعة وسحر موطنك، سترغب بلا شكّ في مشاركة هذه النظرة الجديدة مع الآخرين ممّا سيجعلك سفيراً ثقافيًا لبلدك في الخارج.

[6] بناء علاقات عالمية

من أهم مميزات الحصول على زمالة في الخارج، هو بناء صداقات قد تستمر للأبد. صداقات قد تكون مع زملاء البحث والدراسة، أو مع المدرّسين أو الموجّهين، أو حتى مع الزملاء الآخرين من بلدان مختلفة، هذه الصداقات قد تتغلّب على عوائق البعد المكاني لتشكّل مع مرور الوقت شبكة علاقات عالمية مميّزة.

[7] إشعال روح التحدّي من خلال بيئات عمل متنوّعة:

تسعى العديد من الزمالات لوضع الزملاء أمام تحدّيات معيّنة وبيئات عمل عالية المستوى. بهدف تطوير قدراتهم ودفعهم لبذل أقصى ما عندهم من أجل تلبية متطلبّات أرباب العمل. هذا النوع من الزمالات يسهم في تطوير القدرات القيادية والريايدية بشكل كبير.

[8] فرصة العمل والسفر إلى الخارج

هناك الكثير من الزمالات التي توفّر التمويل للعمل في الخارج. فإذا كنت قد عشت تجربة مميّزة للدراسة في الخارج خلال مرحلة البكالوريوس مثلاً، قد ترغب في العيش والعمل في الخارج. لكنّك سرعان ما ستكتشف أنّ البحث عن وظيفة خارج بلدك قد يكون أمرًا صعبًا وغير مجدٍ مادّيًا لاسيّما أنّ الكثير من فرص العمل لا تغطّي تكاليف الإقامة والسفر. بعكس برامج الزمالات التي توفّر في غالبيتها تمويلاً يغطي نفقات السفر والتأشيرات والسكن بالإضافة إلى بدل المعيشة. بل إنّ بعضها قد يغطّي تكاليف تعلّم لغة البلد الذي ستزوره!

الحصول على زمالة إلى الخارج تعتبر تجربة فريدة من نوعها لا تضاهيها أيّ تجربة أخرى. قد تكون إجراءات التقديم صعبة وطويلة، لكن التجربة تستحّق إنفاق بعض الوقت في اتباع خطوات التقديم هذه. وكثيرًا ما تسمع أو تقرأ جملة حول كون هذه التجربة قد غيّرت حياة شخص ما. إنّها جملة حقيقية مئة بالمئة، فأن تكون جزءًا من زمالة إلى الخارج، يعني أنّك ستغيّر نظام حياتك بأكمله بطريقة إيجابية لأبعد الحدود.

تقدّم إلى الزمالات التي يتيحها مغترب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.